« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
شرح حديث(رفعت الأقلام وجفت الصحف)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال صلى الله عليه وسلم،لابن عباس(يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك،تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ،إذا سألت فاسأل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،رفعت الأقلام وجفت الصحف )رواه الترمذي، قوله عليه الصلاة والسلام(رفعت الأقلام وجفت الصحف)هو كنايةٌ عن تقدُّم كتابة المقادير كلِّها،والفراغ منها من أمدٍ بعيد،فإن الكتاب إذا فرغ من كتابته،ورفعت الأقلام عنه،وطال عهده،فقد رُفعت عنه الأقلام ،وجفتِ الأقلام التي كتب بها مِنْ مدادها،وجفت الصَّحيفة التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها،وهذا من أحسن الكنايات وأبلغِها،كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله، وهو مُتعلِّق بِما قدّره الله عز وجل على الإنسان،فيكون مُطمئنا أنه لا يُصيبه إلاّ ما كَتَب الله له،وهذا كقوله تعالى(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)وهذه العقيدة تحمل المؤمن على الثقة بالله، وأما ما قدّره الله على الإنسان مِن صحّة أو مرض أو خاتمة،فهو قابل للتغيّر إذا قابَل ذلك دعاء،وهو من قَدر الله،أي،أن الله عزّ وجلّ كَتَب على فلان كذا،وعَلِم سبحانه وتعالى أن فلانا يدعوه ويتضرّع إليه،فقدّر تخفيف ذلك أو دفعه بالدعاء،ولذلك جاء في الحديث(لا يرد القضاء إلا الدعاء،ولا يزيد في العمر إلا البر)رواه الترمذي ،وقال الألباني،حسن،فالدعاء مما يُستدفع به البلاء، والدعاء ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل، قال عليه الصلاة والسلام(إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد اللَه بالدعاء)رواه الترمذي،وقال الألباني،حسن، وفي رواية(احفظ الله تجٍده أمامك،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،وما أصابك لم يكن ليخطئك،واعلم أن النصر مع الصبر،وأن الفرج مع الكرب،وأن مع العسر يسراً) (احفظ الله يحفظك)هذه كلمة عظيمة تعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وكذلك بأن تتعلم من دينه ما تقوم به عبادتك ومعاملاتك وتدعو به إلى الله عزّ وجل،واحفظ الله يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانه، وأهم هذه الأشياء هو أن يحفظك في دينك ويسلمك من الزيغ والضلال لأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله عزّ وجل هدى (والذين اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)محمد، (احفظ الله تجده تجاهك)تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه ويذود عنك كل شر ولا سيما إذا حفظت الله بالاستعانة به فإن الإنسان إذا استعان بالله عزّ وجل وتوكل عليه كان الله حسبه ولا يحتاج إلى أحد بعد الله قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)الأنفال، أي،حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين فإذا كان الله حسب الإنسان فإنه لن يناله سوء ولهذا قال(احفظ الله تجده تجاهك) (إذا سألت فاسأل)إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزّ وجل ولاتسأل المخلوق شيئاً وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزّ وجل لو شاء لمنعه من إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى، (وإذا استعنت فاستعن بالله)فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب العون إلا من الله عزّ وجل، لأنه هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه فاعتقد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره لك، والله سبحانه وتعالى إذا أراد عونك يسر لك العون سواء كان بأسباب معلومة أو غير معلومة،فيدفع عنك من الشر ما لا طاقة لأحد به،وقد يعينك الله على يد أحد من الخلق يسخره لك حتى يعينك، ولكن مع ذلك لا يجوز لك إذا أعانك الله على يد أحد أن تنسى المسبب وهو الله عزّ وجل، (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك) وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله عزّ وجل،ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل، (وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك) وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره، ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك،لأن الله تعالى يقول(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا )الشورى، (رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّت الصُّحُفُ)يعني أن ما كتبه الله عزّ وجل،قد انتهى،فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله، (اِحفظ اللهَ تجده أمامك)بمعنى،تَعَرَّف إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفُكَ في الشّدة، يعني قم بحق الله عزّ وجل في حال الرخاء،وفي حال الصحة وفي حال الغنى يَعرِفكَ في الشّدةِ إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واشتدت حاجتك عرفك الله عزّ وجل، (وَاعْلَم أَنَّ مَا أَخطَأَكَ لَمْ يَكُن ليُصيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَم يَكُن ليُخطِئُكَ)أي ما وقع عليك فلن يمكن دفعه، وما لم يحصل لك فلا يمكن جلبه، ويحتمل أن المعنى، يعني أن ما قدر الله عزّ وجل أن يصيبك فإنه لا يخطئك، بل لابد أن يقع لأن الله قدره، فالأمر كله بيد الله، وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال (وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ)والصبر هنا يشمل الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة،فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط فإن الله سبحانه ينصره، من فوائد الحديث ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم،لمن هو دونه حيث قال(يَا غُلام إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ) أن من حفظ الله حفظه الله لقوله(احفَظ الله يَحفَظكَ، أن من أضاع الله،أي أضاع دين الله،فإن الله يضيعه ولا يحفظه،قال تعالى(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(الحشر، أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله، ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقول النبي صلى الله عليه وسلم(وتُعينَ الرجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحمِلَهُ عَليها أَو تَرْفَعَ لَهُ عَليها مَتَاعَهُ صَدَقَة)رواه الترمذي، أن الأمة لن تستطيع أن تنفع أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له،ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى،قد كتب ذلك عليه، أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاءه بالله عزّ وجل وأن لايلتفت إلى المخلوقين،فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً، أن كل شيء مكتوب ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،أن الله عزّ وجل،كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله عزّ وجل بطاعته في الصحة والرخاء عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته، فيه البشارة العظيمة بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب، فكلما كر ب الإنسان الأمر فرج الله عنه، البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر،وقد ذكر الله تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) اسالك اللهم بقدرتك ان لاتبق لي هماً ولاحزناً ولاضيقاً ولاسقماً الا فرجته ، اللهم انك لا تحمل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة مالا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ،وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ،وأعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي اللهم آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-29-2014, 05:05 PM | #2 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: شرح حديث(رفعت الأقلام وجفت الصحف)
وعليكم السلام ورحمة الله
ما اجملها من وصايا عظيمة بارك الله فيكِ ام حمد وجعلها الله في ميزان حسناتك ان شاءالله الله يحفظك تحيتي وتقديري |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-29-2014, 05:54 PM | #3 |
عضو ذهبي
|
رد: شرح حديث(رفعت الأقلام وجفت الصحف)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوه المري [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] وعليكم السلام ورحمة الله ما اجملها من وصايا عظيمة بارك الله فيكِ ام حمد وجعلها الله في ميزان حسناتك ان شاءالله الله يحفظك تحيتي وتقديري وبارك الله فيج حبيبتي تسلمين يالغلا |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo