« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
ارحنا بها يا بلال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذا ضاقت نفسك يوما ًبالحياة،فتذكر قول الله تعالى(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه) قال رسول الله(قم يا بلال فأرحنا بالصلاة ) بعد جهد جهيد وتعب كبير، يحتاج إلى الراحة، فيبحث عنها في الصلاة، أرحنا بالصلاة، إنه يجد فيها راحة وطمأنينة وسكوناً، يدخل في الصلاة فينسى هموم الدنيا، وينشغل عن متاعبها، إنه يفرغ قلبه لمناجاة ربه، فلا يبقى فيه مكان لهموم الدنيا ومشاغلها، إنه يجد فيها راحة لأن قلبه قد امتلأ محبة وتعظيماً وإجلالاً، لذا فإنه يحب مناجاته، ويجد فيها راحة للنفس، وقوة للقلب، وانشراحاً للصدر، وتفريجاً للهم،وكشفاً للغم، وإذا ضاقت نفسك يوماً بالحياة،فما عدت تطيق آلامها وقسوتها، إذا تملكك الضجر واليأس وأحسست بالحاجة إلى الشكوى فلم تجد من تشكو له،فتذكر ان لك رباً رحيماً،يسمع شكواك ويجيب دعواك، وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم(ارحنا بها يا بلال)أجل،إنها،الصلاة، فإذا فرغ قلبه لمناجاته،وأدى حق صلاته،وأكمل خشوعها، وقد امتلأ قلبه محبة لله وتعظيماً وإجلالاً، فإنه إذا انصرف من صلاته،وجد خفة من نفسه،وأحس بأثقال قد وضعت عنه،فوجد نشاطاً وراحة، وهذه بعض معانيها إننا تعلمنا من الصلاة حركاتها وسكناتها لكننا لم نفهم روحها ومعانيها، أن الصلاة هى باب الرحمة وطلب الهداية، هى اطمئنان لقلوب المذنبين,وميراث النبوة، فهى تشتمل على أسمى معانى العبودية،والاتجاه إلى الله تعالى والاستعانة به والتفويض إليه، لها من الفضل والتأثير فى ربط الصلة بالله تعالى،ما ليس لشىء آخر، بها وصل المخلصون المجاهدون،من هذه الأمة إلى مراتب عالية من الإيمان واليقين،هى قرة عين النبى صلى الله عليه وسلم، فكان يقول،وجعلت قرة عينى فى الصلاة، ليست الصلاة أن يقف الإنسان بجسده وقلبه هائم فى أودية الدنيا، إننا بذلك قد أفقدنا للصلاة معناها، فلنبدأ من جديد ولنتعلم الوقوف بين يدى الله تعالى، قال الحسن البصرى،إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتاً كما أمرك الله وإياك والسهو والالتفات، وإياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره, وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار،وقلبك ساه لا تدرى ما تقول بلسانك، من اجل ذلك ،كانت الصلاة عماد الدين وركناً من أهم أركانه، تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم(ما من امرىء مسلم تحضره صلاة المكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما سبق من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله)رواه مسلم، وتذكر قول النبى(إليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة)رواه أحمد ومسلم،وابو داود،وصححه الألباني، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم(من تطهر فى بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداها تحط خطيئة والآخرى ترفع درجة)الراوي،أبو هريرة المصدر،صحيح مسلم، هل تعلمون من هو أسوأ الناس سرقة قال عليه الصلاة والسلام(أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته،قالوا،وكيف يسرق من صلاته،قال،لا يتم ركوعها ولا سجودها)صحيح الترغيب والترهيب، هذه الصلاة الصلة بين العبد وربه، من عظمة دين الإسلام أنه جاء لنا بطرق تصلنا بالله، يقف أحدنا يكبر التكبيرة، تكبيرة الإحرام، فيدخل في صلة خاصة مع الله، يناجي ربه مباشرة، ويكلمه تكليماً، والله من فضله ينصب وجهه لوجه عبده، ويقبل على العبد ما أقبل العبد على الصلاة، وصح عن عبدالله بن عمر،قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يقول(إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه ، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) الراوي،عبدالله بن عمر المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع، يامن تتعجل في الصلاة فبكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك العظيمة،فلماذا تستعجل في الركوع والسجود بل اطل سجودك وركوعك بقدر ماتستطيع لتتساقط عنك الذنوب فلا تفوت على نفسك هذا الأجر العظيم ، أما حالنا،فقد أصبحت الصلاة ثقيلة على كثير من الناس يأتي بعض الناس إلى الصلاة كالمكره ،كأن فوق رأسه حملاً ثقيلاً يريد أن يلقيه بأسرع وقت ممكن، حتى إذا كبر لا روحانية،ونقر الصلاة كنقر الغراب لا يذكر الله فيها إلا قليلاً، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،بين أظهرنا لقال لهم(ارجعوا فصلوا،فإنكم لم تصلوا )أين الخشوع وحضور القلب، الخشوع في الصلاة بمنزلة الروح في الجسد ، وأصل الخشوع ، خشوع القلب مهابةً لله وتوقيراً، وتواضعاً في النفس وتذللاً ، ثم إذا خشع القلب خشع السمع والبصر، والوجه والجبين، وسائر الأعضاء والحواس،حتى الصوت والكلام( وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً)طه، وفي رواية لأحمد،كان من ذكر النبي في ركوعه(خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي) وحينما رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة قال،لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه، وإذا تأملنا في صلاة سيد الخاشعين صلى الله عليه وسلم نجد أنه كان يصلي بين يدي ربه خاشعاً مخبتاً،وكان صلى الله عليه وسلم ربما صلى فبكى،فيسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء . وهكذا كان الصحابة والسلف الصالح من بعده، وآخر،تراه هادئاً ساكناً،فما إن يكبر حتى تبدأ يداه بالعبث بغترته أوعقاله أولحيته أوساعته،ولو خشع قلبه لخشعت جوارحه، فلا يغرنك وقوف مصليين متجاورين في صف واحد،فإنه قد يكون بينهما من التفاوت في الأجر،كما بين السماء والأرض، وقد قال عليه الصلاة والسلام(وإن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها)رواه أبو داود وحسنه الألباني، وهذا يدل على أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب حضورها وتعظيمها لله، وبمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس، في القبول والثواب، وفي رفع الدرجات، وحط السيئات . كيف نخشع في صلاتنا، لا شك أن يستشعر قلب المصلي الوقوف بين يدي خالقه، وعظمة من يناجيه ، فإنه متى ما استشعر ذلك،خشع في صلاته، وأقبل عليها، وسكنت جوارحه فيها، واستحق المديح القرآني(قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ) ومن الأمور المعينة على الخشوع إفراغ النفس من المشاغل عند الدخول في الصلاة، فحاول أن لا تدخل إلى الصلاة وأنت مشغول البال مشتت الفكر، وعوِّد نفسك أن تؤجل التفكير في أمورك الدنيوية إلى ما بعد الصلاة، ولهذا جاء في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء)متفق عليه، ومن الأمور المعينة على الخشوع ،النظر إلى مكان السجود،لأنك بذلك تقيد عينيك عن الحركة والانشغال بما حولك، اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم دائمون،والذين هم على صلواتهم يحافظون،الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون، اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة، واجعلها قرة عين لنا، يا رب العالمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-16-2014, 09:28 PM | #2 | |||||||||||||||||||
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: ارحنا بها يا بلال
اللهم آمين يارب العالمين *** ثبت ***
اشكرك اختي ام حمد على هذه المشاركة النافعة في ميزان حسناتك ان شاءالله تحيتي وتقديري ونجومي وتقيمي |
|||||||||||||||||||
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-23-2014, 07:51 PM | #3 |
شــاعــــر
الحربي |
رد: ارحنا بها يا بلال
اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم دائمون،والذين هم على صلواتهم يحافظون،الذين يرثون الفردوس
هم فيها خالدون، اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة، واجعلها قرة عين لنا، يا رب العالمين. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اللهم آمين ربي يجزاك كل خير ام حمد على ماتقدمين من فوائد بارك الله فيك ونفع بك مودتي وتقديري |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo