الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري (http://www.m-f6es.com/vb/index.php)
-   منتدى الرسم بالكلمات والقصص والروايات (http://www.m-f6es.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   هي والجسر والغروب,,, (http://www.m-f6es.com/vb/showthread.php?t=4367)

غروب الخجل 04-24-2011 09:19 PM

هي والجسر والغروب,,,
 

دعوا الألوان الزائفة تزول . . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . . .

إلى متى كانت ستنتظر ؟ ! . .

كان يمكن مشاهدة الجسر الواقف وسط الصقيع . .
ولكن لم يكن بالاستطاعة مشاهدة أطرافه . .
أحيانا ترى طرفي الجسر في جهة واحدة . .
وأحيانا لم يكن للجسر أطراف . .

المساء كان على وشك الرحيل . .
ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . .


النهر الجاري من تحت الجسر كان يقول :
تعالي في أحضاني . . سأدفن كل مآسيك . .
لقد تلاعبوا بجسد الطين هذا كثيرا . .
وبدأت ألوان هذه اللعبة تزول . .

دعوا الألوان الزائفة تزول . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .

النهــر مليء بالمـــاء . .
سيغتسل كل شيء . .
تـل من الرمل . .
كله ســـــيزول . .
النهــــر سيجري . .
دعوا النهر يجري . .
دعوا أجزاء الجسد تتناثر .
.
الشمس شدت رحالها للغروب . .
وهي كانت قد هربت من منزلها . .
لكي تنجوا من تلك المشنقة التي كانوا سيعلقونها فيه . .
وكانت قد أرسلت له طلبا لموعد . .
موعدا للقاء على الجسر الذي يوصل بين شطين . .

الرياح تتلاعب بالصقيع . .
الجسر يتراقـص . .
كان يلامس طرفي الحياة . .
البداية والنهـــاية . .

من هذا المكان بدأت حكايتهمـــــــا . .
همس من الماضي كان يداعبها .
هيا تعال نجرب الغوص . .
واحد .. إثنان .. نقفز من على القمر . .
في قارب العيون نسهر الليل . .
وعلى مياه البحيرات نبسط النوم . .
هيا لنـغـوص . .
هيا إربطي النهر بقدميك ِ
وتمايلي مع البحر . .
هيا نلبس لون الغروب على أجسادنا ..
ونغني أغاني الحب . .
نفعل شيئا لم يفعله أحد . .
هيا لنطير في السمـــاء . .
هيا نعبء جيوبنا بالنجوم ونمضي . .
هيا .. هيا ..
هيا ننثـــر اللؤلؤ ونمضي . .
هيا نلتف بوشاح من الغيوم . .
ونسقط الأمطار ونمضي . .
هيا نفعل شيئا لم يفعله أحد .
.
ما زالت واقفة على الجسر . .
أحست بالضحكات والأصوات الآتية من الماضي . .
ولو أنها مدت يدها إلى الصقيع لأمكن لها أن تلامسها . .

نظرت إلى الساعة .. عقرب الثواني يتريض في مساره . .
ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . .
نصف الليل كان قد رحل . .
حتى تلك الليلة إنتهت هكذا . .
المطعم المتحرك في الدور الواحد والعشرون . .
كانا هما الإثنين فقط . .
وكانت تنظر إلى ساعة يدها . .
فغطى بيده ساعتها . .
لقد كانت يده كبيرة جدا . .
نظرت بعينيها المثقلة إليه . .
وسمعت أصوات عينيه تقول :
( حتى عيونك لونها سماوي ) . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
دعيني أحلق في عيونك . .
حينما يطير طير الزمن في السماء . .
يأتي المســـــــــاء . .
وبحلول المساء ترجع الطيور على أعشاشها . .
بحلول المساء . .
يضيء سراج القمر . .
و حين يضيء تنام الطيور . .
تخاف الطيور أن تنام وحيدة . .
ولو ينام أحد بجانبها . .
تحلم بأحلام ناعمة . .
دعونا نطير بأحلامنا . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
حُلي عن معصمك الوقت المعذب مثل النبض . .
منذ لبستُ يدك على معصمي . .
توقف النبض . . وتتطاير الوقت . .
أقطعي السماء وإلبسيها على جسدك . .
ودعي الروح تحلق بعيدا . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
إنها لا تستطيع التحليق بالأجنحة . .
ولا تستطيع السير بالأقدام . .
وتحدثت إبتسامتها فقالت :
أحملني بين ذراعيك . .
فأنا لا أستطع السير . .
حزام الأذرعة أخذ منحا آخر تلك الليلة . .
نفسين تشابكا معا . .
فسمع صوت نفس واحد . .

أمنياتي أخذتني من يدي برفق . .
أخذتني إلى هناك . .
هذا جنون . . هذا سكون . .
أنا لست في أي مكان . .
إنه صراخ شفاه مقفلة . .
مناجاة الجسد شيء مختلف . .
جسدي ليس في سيطرتي . .


حينما سحبت الأماني الضائعة يدها منهما . .
وجدا نفسيهما على سطح الأرض مرة أخرى . .

حينما رجعت إلى البيت . .
حدث نفس السيناريو الذي يحدث دائما . .
كان قد إتفق أهلها على زواجها من إبن عمها . .

رائحة الحناء كانت قد عطرت المنزل . .
أنوار وألوان الفرح غطت الأجواء . .
والورد أدفأ المناسبة بعبيره . .
والدعوات والأمنيات أحاطت بالعروس والعريس . .
وصديقات العروس يحلقن مثل الفراشات حولها . .

صوت الدفوف ملأ الحواري البعيدة قبل القريبة . .
ووصلت مزامير الفرح إلى مسامعه أيضا . .
فأتى مسرعا . .
حاول أن يصل إلى أنظارها من النوافذ والأبواب . .
لم يكن الوصول إلى العروس ممكنا . .
أتتها إحدى صديقاتها بكاس من العصير . .
ولم تكن طلبته . .
نظرات صديقتها أمرتها بأن تشرب العصير . .
لوجود رسالة في قاع الكأس . .
لقد أرسل خاتما في قاع الكأس . .
شربت الخاتم بشفاهها . .
ولبسته في إصبعها . .
أرسلت رسالة مع صديقتها . .
كتبتها على كف صديقتها المنقوش بالحناء . .
دعنا نلتقي على ذلك الجسر الذي إجتمعنا عليه بالغروب . .
ولكن الرسالة لم تصل . .
كان قد رحل قبل وصولها. .

تغير كل شيء في لحظات . .
ولم يتغير شيء . .
الذي تغير كان قد رحل . .

لم يتغير شيء برحيلك . .
هذا هو الليل . .
وهذا هو القمر . .
تتابع الأنفاس مثلما كانت دائما . .
وترمش العين مثلما كانت سابقا . .
فقط أصبحت مبتلة قليلا . .
ولكن لم يتغير شيء برحيلك .
مازالت الشفاه تجف . .
ومازالت أحس بالعطـش . .
النسمات الباردة تموج ليلا . .
دخان يخرج مع كلماتي . .
ولكنه ليس من قلبي . .
لم يتغير شيء برحيلك . .
هذا هو الليل . .
وهذا هو القمر . .
ولكن رحل النوم . .
بدأ لون السماء يتغير . .
وبدأ الليل يزول . .


طار طير من على شجرة قريبة . .
وذهب إلى السماء ينادي النهار . .
صوت خرير النهر ملأ المكان . .
وهي قد توقفت عند طرف الجسر . .
الذي تنتهي عنده آخر خطوات الحياة . .
أوقفها صوت صغير ماعز بريء . .
كان يلهو في ذاك الطرف من الجسر . .
طـفـــل كـان يرعى غنمـه . .
أمسك بيدها وأخذها أخذها إلى بيتها . .

يا سيدتي جفت البحيرة . .
ولكن السماء مازالت ممتلئة . .
سيـــأتي المطــر ثانية . .
وستمتلئ البحيرة مرة أخرى . .

هيا أملئيها بالماء . .
هيا إملئيها . .
عطشانة هذه الجرة . .
لا أدري أين أفرغت هذه الغيوم السوداء . .
البحيرة الفارغة أصبحت مجرد طين مبلل . .
ماتت واقفة البحيرة العطشى . .
إنها تنادي الغيوم السوداء . .
أنها تفترش غطاء من الرمل . .
جافة البحيرة والأنهار . .
والدروب ساكنة . .
إملأيها بالماء . . هيا أملأيها . .
من دون الماء تتعذب بحيرتك . .
مكشوفة الرأس جالسة البحيرة المسكينة . .
غطيها بغطاء السماء أيتها الغيوم . .
هيا أملأيها بالماء . . هيا أملأيها .

إنها تنتظره كل يوم عند غروب الشمس . .
ولكنه لا يأتي . .
مرة أخرى كادت يد الحياة أن تفلت منها . .
كم هو الغروب زائل . .

دعوا الألوان الزائفة تزول . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .
المـــــــــاء على أوراق الشجر . .
يظل يعزف قطرة قطره . .
حتى لو توقف المطر . .
يظل يتساقط لمدة طويلة . .
كانت عادة المطر . .
ومازالت عادته . .
أن يبللنـــــــا بقطراته . .

دعوا هذا الانهمار يمضي . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .

ماذا يعني جمع وربط
الأعواد الجافة المتطايرة ؟. .
ماذا يعني جمعها وربطها ؟ . .

والورود العمياء على الأغصان . .
ماذا يعني وجودها من عدمه . .
تغيّر الألوان . .
كان من طبع الأمطار . .
ومازال طبعها . .
لقد جاءت مرة أخرى . .
وتوقفت في نفس المكان من الجسر . .
لتخطوا آخر خطوات الحياة . .
أوقفها صوت آتي من خلال الصقيع . .
إنه . . إنه . .
إنه صوته هو . .
بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا من خلال الصقيع . .
لقد جاء متأخر . . ولكن . .
جاء في الوقت المناسب . .
هيا تعال نجرب الغوص . .
واحد . . إثنان . . نقفز من على القمر . . . . .



حلم~ 04-24-2011 09:20 PM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
سلمت اناملك غلاي
ع روعة الإنتقاء
ويعطيك ربي الف عافيه
دمتي بود

غروب الخجل 04-24-2011 11:44 PM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
يسسسسسسسسسسسسسسسلموووو
اهاااااااااااات

على مرور ج الحلوووووو
كلج ذؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤق

ود الكويت 04-25-2011 08:42 PM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
بصـــــراحه مـــــــــبــــــدعهـ

غروب الخجل 04-25-2011 08:47 PM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
ود الكويت

يسلمموو ع مرور ج عطرتي صفحتي بوجود ج

الحساس 05-01-2011 10:21 AM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
يسلمووووا على الذائقه الرائعه

غروب الخجل 05-01-2011 11:24 AM

رد: هي والجسر والغروب,,,
 
الله يسلمك

نورتي متصفحي

يسعدني مرورك


لا عدمت تواجدك


الساعة الآن 02:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69