![]() |
![]() |
![]() |
|
|
#1 | |||||||||||
مزاجي:
|
دعوا الألوان الزائفة تزول . . . دعوا مواسم الأمطار ترحل . . . إلى متى كانت ستنتظر ؟ ! . . كان يمكن مشاهدة الجسر الواقف وسط الصقيع . . ولكن لم يكن بالاستطاعة مشاهدة أطرافه . . أحيانا ترى طرفي الجسر في جهة واحدة . . وأحيانا لم يكن للجسر أطراف . . المساء كان على وشك الرحيل . . ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . . النهر الجاري من تحت الجسر كان يقول : تعالي في أحضاني . . سأدفن كل مآسيك . . لقد تلاعبوا بجسد الطين هذا كثيرا . . وبدأت ألوان هذه اللعبة تزول . . دعوا الألوان الزائفة تزول . . دعوا مواسم الأمطار ترحل . . النهــر مليء بالمـــاء . . سيغتسل كل شيء . . تـل من الرمل . . كله ســـــيزول . . النهــــر سيجري . . دعوا النهر يجري . . دعوا أجزاء الجسد تتناثر . . الشمس شدت رحالها للغروب . . وهي كانت قد هربت من منزلها . . لكي تنجوا من تلك المشنقة التي كانوا سيعلقونها فيه . . وكانت قد أرسلت له طلبا لموعد . . موعدا للقاء على الجسر الذي يوصل بين شطين . . الرياح تتلاعب بالصقيع . . الجسر يتراقـص . . كان يلامس طرفي الحياة . . البداية والنهـــاية . . من هذا المكان بدأت حكايتهمـــــــا . . همس من الماضي كان يداعبها . هيا تعال نجرب الغوص . . واحد .. إثنان .. نقفز من على القمر . . في قارب العيون نسهر الليل . . وعلى مياه البحيرات نبسط النوم . . هيا لنـغـوص . . هيا إربطي النهر بقدميك ِ وتمايلي مع البحر . . هيا نلبس لون الغروب على أجسادنا .. ونغني أغاني الحب . . نفعل شيئا لم يفعله أحد . . هيا لنطير في السمـــاء . . هيا نعبء جيوبنا بالنجوم ونمضي . . هيا .. هيا .. هيا ننثـــر اللؤلؤ ونمضي . . هيا نلتف بوشاح من الغيوم . . ونسقط الأمطار ونمضي . . هيا نفعل شيئا لم يفعله أحد . . ما زالت واقفة على الجسر . . أحست بالضحكات والأصوات الآتية من الماضي . . ولو أنها مدت يدها إلى الصقيع لأمكن لها أن تلامسها . . نظرت إلى الساعة .. عقرب الثواني يتريض في مساره . . ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . . نصف الليل كان قد رحل . . حتى تلك الليلة إنتهت هكذا . . المطعم المتحرك في الدور الواحد والعشرون . . كانا هما الإثنين فقط . . وكانت تنظر إلى ساعة يدها . . فغطى بيده ساعتها . . لقد كانت يده كبيرة جدا . . نظرت بعينيها المثقلة إليه . . وسمعت أصوات عينيه تقول : ( حتى عيونك لونها سماوي ) . . لونها سماوي . . العيون السماوية . . دعيني أحلق في عيونك . . حينما يطير طير الزمن في السماء . . يأتي المســـــــــاء . . وبحلول المساء ترجع الطيور على أعشاشها . . بحلول المساء . . يضيء سراج القمر . . و حين يضيء تنام الطيور . . تخاف الطيور أن تنام وحيدة . . ولو ينام أحد بجانبها . . تحلم بأحلام ناعمة . . دعونا نطير بأحلامنا . . لونها سماوي . . العيون السماوية . . حُلي عن معصمك الوقت المعذب مثل النبض . . منذ لبستُ يدك على معصمي . . توقف النبض . . وتتطاير الوقت . . أقطعي السماء وإلبسيها على جسدك . . ودعي الروح تحلق بعيدا . . لونها سماوي . . العيون السماوية . . إنها لا تستطيع التحليق بالأجنحة . . ولا تستطيع السير بالأقدام . . وتحدثت إبتسامتها فقالت : أحملني بين ذراعيك . . فأنا لا أستطع السير . . حزام الأذرعة أخذ منحا آخر تلك الليلة . . نفسين تشابكا معا . . فسمع صوت نفس واحد . . أمنياتي أخذتني من يدي برفق . . أخذتني إلى هناك . . هذا جنون . . هذا سكون . . أنا لست في أي مكان . . إنه صراخ شفاه مقفلة . . مناجاة الجسد شيء مختلف . . جسدي ليس في سيطرتي . . حينما سحبت الأماني الضائعة يدها منهما . . وجدا نفسيهما على سطح الأرض مرة أخرى . . حينما رجعت إلى البيت . . حدث نفس السيناريو الذي يحدث دائما . . كان قد إتفق أهلها على زواجها من إبن عمها . . رائحة الحناء كانت قد عطرت المنزل . . أنوار وألوان الفرح غطت الأجواء . . والورد أدفأ المناسبة بعبيره . . والدعوات والأمنيات أحاطت بالعروس والعريس . . وصديقات العروس يحلقن مثل الفراشات حولها . . صوت الدفوف ملأ الحواري البعيدة قبل القريبة . . ووصلت مزامير الفرح إلى مسامعه أيضا . . فأتى مسرعا . . حاول أن يصل إلى أنظارها من النوافذ والأبواب . . لم يكن الوصول إلى العروس ممكنا . . أتتها إحدى صديقاتها بكاس من العصير . . ولم تكن طلبته . . نظرات صديقتها أمرتها بأن تشرب العصير . . لوجود رسالة في قاع الكأس . . لقد أرسل خاتما في قاع الكأس . . شربت الخاتم بشفاهها . . ولبسته في إصبعها . . أرسلت رسالة مع صديقتها . . كتبتها على كف صديقتها المنقوش بالحناء . . دعنا نلتقي على ذلك الجسر الذي إجتمعنا عليه بالغروب . . ولكن الرسالة لم تصل . . كان قد رحل قبل وصولها. . تغير كل شيء في لحظات . . ولم يتغير شيء . . الذي تغير كان قد رحل . . لم يتغير شيء برحيلك . . هذا هو الليل . . وهذا هو القمر . . تتابع الأنفاس مثلما كانت دائما . . وترمش العين مثلما كانت سابقا . . فقط أصبحت مبتلة قليلا . . ولكن لم يتغير شيء برحيلك . مازالت الشفاه تجف . . ومازالت أحس بالعطـش . . النسمات الباردة تموج ليلا . . دخان يخرج مع كلماتي . . ولكنه ليس من قلبي . . لم يتغير شيء برحيلك . . هذا هو الليل . . وهذا هو القمر . . ولكن رحل النوم . . بدأ لون السماء يتغير . . وبدأ الليل يزول . . طار طير من على شجرة قريبة . . وذهب إلى السماء ينادي النهار . . صوت خرير النهر ملأ المكان . . وهي قد توقفت عند طرف الجسر . . الذي تنتهي عنده آخر خطوات الحياة . . أوقفها صوت صغير ماعز بريء . . كان يلهو في ذاك الطرف من الجسر . . طـفـــل كـان يرعى غنمـه . . أمسك بيدها وأخذها أخذها إلى بيتها . . يا سيدتي جفت البحيرة . . ولكن السماء مازالت ممتلئة . . سيـــأتي المطــر ثانية . . وستمتلئ البحيرة مرة أخرى . . هيا أملئيها بالماء . . هيا إملئيها . . عطشانة هذه الجرة . . لا أدري أين أفرغت هذه الغيوم السوداء . . البحيرة الفارغة أصبحت مجرد طين مبلل . . ماتت واقفة البحيرة العطشى . . إنها تنادي الغيوم السوداء . . أنها تفترش غطاء من الرمل . . جافة البحيرة والأنهار . . والدروب ساكنة . . إملأيها بالماء . . هيا أملأيها . . من دون الماء تتعذب بحيرتك . . مكشوفة الرأس جالسة البحيرة المسكينة . . غطيها بغطاء السماء أيتها الغيوم . . هيا أملأيها بالماء . . هيا أملأيها . إنها تنتظره كل يوم عند غروب الشمس . . ولكنه لا يأتي . . مرة أخرى كادت يد الحياة أن تفلت منها . . كم هو الغروب زائل . . دعوا الألوان الزائفة تزول . . دعوا مواسم الأمطار ترحل . . المـــــــــاء على أوراق الشجر . . يظل يعزف قطرة قطره . . حتى لو توقف المطر . . يظل يتساقط لمدة طويلة . . كانت عادة المطر . . ومازالت عادته . . أن يبللنـــــــا بقطراته . . دعوا هذا الانهمار يمضي . . دعوا مواسم الأمطار ترحل . . ماذا يعني جمع وربط الأعواد الجافة المتطايرة ؟. . ماذا يعني جمعها وربطها ؟ . . والورود العمياء على الأغصان . . ماذا يعني وجودها من عدمه . . تغيّر الألوان . . كان من طبع الأمطار . . ومازال طبعها . . لقد جاءت مرة أخرى . . وتوقفت في نفس المكان من الجسر . . لتخطوا آخر خطوات الحياة . . أوقفها صوت آتي من خلال الصقيع . . إنه . . إنه . . إنه صوته هو . . بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا من خلال الصقيع . . لقد جاء متأخر . . ولكن . . جاء في الوقت المناسب . . هيا تعال نجرب الغوص . . واحد . . إثنان . . نقفز من على القمر . . . . . [/align][/cell][/tabletext][/align]
|
|||||||||||
|
|
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
