لصوص الحوادث و الكوارث !!!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأضع بين أيديكم ما تداولته صُحفنا بخصوص ما حدث من حوادث في الأيام الماضية ....

ضحايا ناقلة الغاز هي ثقافة التساهل التي تسمح لمجرد سائق لم يعرف (الطّارة) إلا في بلدنا بأن يقود قنبلة هائلة حارقة بلا رقيب ، بلا حتى ما تحت الحدود الأدنى من السلامة ..!!

نحن نحْرس مصالح البنوك بسيارات أمن صناعي خلف سيارتها التي تحمل النقود إلى الصرّاف و لكننا لا نبالي بحراسة أرواح الخلق من آلاف القنابل المُتحركة بأصناف الوقود في كل شارع و حارة ..
تــخــيــلــواا!!!!! ماذا لو كان الحادث صباح السبت بجوار مدرسة ؟؟؟!!!! تُصبح فاجعة آلييييييييمة
للمعلومية // من جرّاء الكارثة تضررت 11 مدرسة
فكيف إذا كانت مليئة بأروااح بشرر ؟؟؟!!!

القرار الشجاع ألا تُدفن الرؤوس الجريحة من القتلى
بل أن تطيح رؤوس ما زالت معنا (حيــة) تُبرر الكارثة رؤوس صفراء في المكاتب العُليا ...
نخجل جداً أن تُدفن كل هذه الجثث دون أن نُعاقب الجثة التي ما زالت حية تُرزق ...!!!

في الواقع نحن نتقن ثقافة التبرير و نتفنن في إلقاء الحجج الواهية ..
ميزانيات ضخمة و إمكانات بشرية ,, تجعلنا نتساءل:
أين المشكلة ؟؟ بالأمس كان حادث إنقلاب قطار الرياض - الدمام و اليوم إنفجار الصهاريج في الرياض .. و البقية تأتــــي !!

نحمد المولى سبحان اللطيف الخبير الذي لطف بنا , فوافق إنفجار الرياض صباح يوم من أيام الإجازة ..
فلنتخيل معاً عظِم الكارثة لو حدثت صباح يوم من أيام الدوام الرسمي ..!!

لا بد من الوقوف بحزم أمام تهور سائقي الشاحنات و عدم إلتزامهم بقواعد المرور و أنظمته و بدلاً من أن يصبّ ساهر غضبه على سيارات الأفراد , ليته يبرمج عينه الساهرة لتلتقط المخالفات المُتكررة التي تتسبب فيها الشاحنات دون رقيب حتى في أوقات الذرّوة ..

ومن المهم جداً أن تعمل وزارة التربية و التعليم و وزارة التعليم العالي على إدخال مبادئ الإسعافات الأولية ضمن مناهج التعليم و عدم تخصيص ذلك بالبنين دون البنات , فالحوادث مُحتملة الوقوع و علينا أن نكون مُستعدين دوماً لتقديم العون وقت الحاجة لا سمح الله ..

و كذلك ..ضحايا عين دار في بقيق هم ثمن هائل لرصاصة طائشة ضربت أسلاك الكهرباء فأحالت ضيوف فرح إلى ما يشبه صحن الأسماك المشوي, و بعدها امسحوا اللحى ..

الرصاصة مكانها ساحات المعارك لا قصور الأفراح ,, فما الثقافة التي تجعل من حملة الرصاص الطائش أبطالاً و "طوال شوارب"؟؟!
السبب هو التشجيع الممنهج على ثقافة (الهياط) حتى بات لكل فصيلة قناتها الشعبية الهابطة التي تصور هذا التخلف الثقافي و الفكري بطولة ..

تعوّدنا أن كثيراً من قضايانا لا يبدأ حولها الحديث و تسليط الضوء إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس ..

أحداث ,مواقف, مظاهر ,ملفات, قضايا تحتاج إلى وقفة جادّة و بحِزم لحلّها و تسليط الضوء عليها لتفادي تكرارها مستقبلاً لا قدّر الله,,

إن الناظر إلى تلك الجثث المُحترقة و الضحايا المفقودين , وحجم الدّمار و الخرّاب يستشعر مباشرةً ما يجري لإخواننا في بلاد الشام من مشكلات كبيرة .
إن كان الهلع قد أصاب الناس من إنفجار ناقلة غاز,, فما حال إخواننا و براميل الموت تُلقى على رؤوسهم في الصباح و المساء ؟
كيف هو حال الأطفال الذين ينامون على صوت المدافع و الطائرات و صوت القنابل ؟
ما حال النساء و العجائز و المرضى ؟؟


رحِم الله الموتى في إنفجار الرياض و في حادثة بقيق و ألهم أهلهم الصبر و السلوان إنه ولي ذلك و القادر عليه ..
دُمتم بحفظ الرحمن أحبتي //